في ربوع الريف
(1)
في
ربوع الريف ما أحلى المسيرْ
كم
تنسمنا العبيرْ
في
صبانا
كم
تلاقينا بصحبٍ
في
صفاء وسرورْ
بين
أحضان الغديرْ
نرهف
السمعَ لأصوات السواقي
وخرير
الماء يعزف
في
الجداول والحقولْ
كم
نعمنا بنسيمٍ
يتبختر
في الأصيلْ
يسلب
اللب بعطرٍ
ناعمٍ
مثل الحريرْ
وارتشفنا
حلمنا
وَسْطَ
تغريد الطيورْ
*****
(2)
حلمنا
كان بسيطا
وصغيرا
..
دقّ
حتى لا يكاد يراه
من
له ـ مثل زرقاء اليمامة ـ
في
الملمّات عيونْ
دقّ
حتى قد تلاشى
في
غياهيب الظنون
حلمنا
كان نقيا
كنقاء
الثلج في رحْم السماء
كنا
نحلم أن يعم النور أرجاء البلاد
أن
يدوم الحب ..
أن
تحيا القلوب ..
بسلام
وصفاء وإخاءْ
كنا
نرجو للبراءة أن تدوم
*****
(3)
ومضينا
في طريق
تتقاذفنا
السنونْ
وشجونْ
..
وهمومْ
..
ورياحٌ
من سَمومْ
وجحيم
..
من
ضجيجٍ وعجيجْ
في
بريق خادع مثل السرابْ
وحديثٍ
أشهى من شهد الرضابْ
عن
حضارة ..!
واستنارة
..
عمت
الدنيا فباءت بالخسارة ..!
وتفشت
في نواحي الأرض منها الأوبئهْ
وحروبٌ
ودمارْ
ودخانٌ
وغبارْ
وعواءٌ
وطنينْ
وأمانٍ
بالياتٌ صَدِئهْ
ووعودٌ
كاذبةْ
ولحومٌ
عارياتٌ نيّـئهْ
وعقول
خربتها
وافداتٌ
من ثقافاتٍ سيئةْ
*****
(4)
آهِ
من ذاك المصيرْ
أصبح
الريف وحشاً
والمدينة
عاهرةْ
والعراقة
والأصالةْ
أصبحت
تعني الجهالةْ
والأماني
حائرةْ !!
والبراءة
والطهارة
عندهم
تعني الحقارة ..
والسخائم
دائرة !!
والبلادة
والصفاقة
أصبحت
رمز الطلاقةْ
آه
ما أقسى المصير !!
*****
(5)
كم
أحن إلى الرجوع
للطفولة
..
وليالي
الشتاءْ
حيث
نجلس حول نار المدفئة
نرهف
السمع ونصغي للحكايا
بعيون
لامعة
وقلوب
خاشعة
ونفوس
عاليات كالجبال
ما
الذي أخرجني من جنتي ..
فأصير
اليوم في جوف الصقيعْ
وبحارٍ
من دموعْ
وجبالٍ
من همومْ
تذهل
الطفل الرضيعْ ؟!
لست
أدري أهو ذنبٌ ..
مثل
آدم ..
حين
أخرج من جنته ؟!
أم
هو الشوك الذي لابد منه
حول
أكمام الزهور ؟!
كل
ما أدريه أني ..
مولعٌ
بترانيم الربوعْ
مستطارٌ
نحو حلمي
راغبا
في أن يعود
وأعود
...
وتصاغ
الدنيا في شكل جديد
ويلفّ
الكونَ عطرٌ من ورود
لنغني
ونعيد ..
في
ربوع الريف ما أحلى النشيدْ !!
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق